الشطرنج: لعبة الملوك والعباقرة
الرياضة الفكرية الوحيدة
في العالم تكسب الإنسان وعيا" عميقا.
لعبة الشطرنج تنمي
الذكاء والعقل وتحتاج إلى قوة في التركيز والهدوء.
- حاول البدء باللعب بنشر كامل قواتك، افتح
الطريق أمام الفيل والأحصنة والوزير، اجعل شبكة البيادق قوية قدر الإمكان ولا تكشف
ملكك بسرعة.
- دخلت
لعبة الشطرنج التي ابتكرها الهنود بلاد فارس في القرن السادس.
- .
- .
- أن اللعبة أتت من بلاد
الفرس وأن شطرنج تتألف من كلمتين، (شاه) وتعني الملك أو الحاكم و (طرنج) وتعني
الرقعة أو اللوح. ويؤكد آخرون أن أهل الصين هم أول من أبدعها. وأكثر الآراء
انتشارا أنها نشأت في الهند، وتولدت من لعبة (الشاطر ونجا) وأنها اخترعت في
القرن السادس الميلادي ويعيدها بعضهم إلى القرن الثاني الميلادي.
- ولكن
كل المزاعم حول تاريخ هذه اللعبة تلاشت عندما تم اكتشاف رقعة شطرنج عام 1930 في
مقبرة (توت عنخ آمون) الفرعون المصري الشهير وقد صفت عليها قطع اللعب، وهذا يدل أن
الفراعنة عرفوا هذه اللعبة منذ عام 1400 قبل الميلاد، كما تم العثور في حفريات
(أور) بالعراق على لوحة تشكل رقعة شطرنج مضبوطة يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام.
وتعد لعبة الشطرنج من أكثر
الألعاب الذهنية شهرة وأميزها، وهي عبارة عن لوحة مقسمة إلى 64 مربعاً باللونين
الأبيض والأسود، وكل لاعب فيها يأخذ 16 حجراً، ويتحرك كل منها باتجاهات محددة،
ويتحكم اللاعب بالأحجار التي يمتلكها، ويتم التنافس بين اللاعبين الأسود والأبيض
إلى أن يستطيع أحدهم حصر الملك بحيث لا يستطيع الهروب، لتنتهي اللعبة بفوز اللاعب
الذي يحصر الملك بكلمة «كش ملك» أو «مات الملك».
وتعود هذه اللعبة إلى القرن السادس قبل الميلاد، ولم يتفق المؤرخون على المكان الذي نشأت فيهم، بيد أن غالبيتهم اتفق على أنها ولدت في الهند، وهي مقتبسه من لعبة صينية عرفت قبل هناك منذ القرن العاشر قبل الميلاد، واشتق اسمها من لعبة الصينيين «شاطرنوغا»، ثم انتقلت إلى بلاد فارس مع أحد الهنود الرحالة، ومنها انتشرت في جميع بلدان العالم.
ويعتبر صه بن داهر، وزير ملك الهند شيرام، من أوائل من عدلوا على هذه اللعبة في القانون الحديث.
وحظيت الشطرنج باهتمام الملوك والقادة، واعتبروها أم المعارك الصامتة التي لا يسيل فيها دماً، رغم وجود القتلى بين الطرفين، وشبه الخليفة هارون الرشيد لعبة الشطرنج بالحياة، عندما سئل عن هذه اللعبة، فقال: الشطرنج هي الحياة. ولشغف ابن الرشيد بهذه اللعبة، أهدى شارلمان الإمبراطور الإفرنجي رقعة شطرنج.
وتؤكد كتب التاريخ أن أول مباراة تمت بين لاعبي آسيا الصغرى تقابل فيها جابر الكوفي وزيراب قطان في مدينة خراسان، عام 819 للميلاد، وذلك في حضور رفيع المستوى، بوجود الخليفة المأمون الذي يعد من عشاق هذه اللعبة، لكنه لم يكن ماهراً في لعبها.
كما عرف عن الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ولعه بهذه اللعبة، وكان يعتبرها من أهم الركائز الأساسية في حياته اليومية، ويخصص لها جزءاً كبيراً من وقت فراغه، ويرى أنها حرب مصغرة يخوضها كما يخوض المعارك الحقيقية، وبرز بين اللاعبين العرب في الدولة الأموية والعباسية كثير من اللاعبين، لكن أبرزهم على الإطلاق أبو حافظ الشطرنجي، وهو الشاعر في بلاط هارون الرشيد. وفي الأندلس، تميز محمد بن عمار، وقد خاض مباراة شهيرة أمام ملك قشتالة ألفونس، فهزمه في 5 جولات متتالية.
وذكر اليعقوبي أن فضائل الهند ثلاثة: «الشطرنج، وكليلة ودمنه، وتسعة أحرف تجمع الحساب»، وهذا يبين اهتمام العرب بهذه اللعبة. وقد أشار الشاعر صفي الدين الحلي في قصيدته القومية المشهورة إلى لعبة الشطرنج: «سل الرماح العوالي عن معالينا... واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا»، حتى وصل إلى: «بيادق ظفرت أيدي الرخاخِ بها... ولو تركناهم صاروا فرازينا». ومن النساء الحاذقات في لعبة الشطرنج عُريب المأمومنية، وقد أعجب بها الخليفة هارون الرشيد وبفطنتها بهذه اللعبة ومكرها ودهائها في تحريك القطع.
وفي القرن الخامس عشر، تغيرت قوانين لعبة الشطرنج، ونتج عن ذلك الشطرنج الحديث. وفي القرن قبل الماضي، ثبتت القوانين، وكان أول بطل معترف به في هذه اللعبة هو الأميركي مورفي، الفائز بأول بطولة رسمية في هذه اللعبة في عام 1864، قبل أن ينتزع اللقب اللاعب العبقري النمساوي ويليام شتاينيتز في بطولة العالم 1866، حتى ظهر المبدع الألماني لاسكر في عام 1894، واستمر الأخير مسيطراً على بطولة العالم، حتى انتزع اللقب منه اللاعب الكوبي كابا بلانكا عام 1921.
غير أن اللاعب الروسي ألكسندر أليخن يعتبر من دهاة العالم في هذه اللعبة، وبلغ من العبقرية أن يخوض مباراة استعراضية أمام 40 أميركياً أثناء زيارته لواشنطن، وأقيمت هذه المواجهة في إحدى قاعات الفنادق الشهيرة هناك، بحضور جمع غفير من الجماهير المتعطشة لهزيمة العبقري الروسي، لكنه هزمهم جميعاً وهو يطوف على هذه الطاولة، وينقل حركة واحدة ويترك لكل لاعب حرية التفكير حتى يصله الدور، ويعد الـ40 لاعباً من أبرز اللاعبين الأميركان في لعبة الشطرنج، لكن ألكسندر في النهاية هزمهم جميعاً.
وتعد أميركا والنمسا وألمانيا وروسيا من أبرز الدول التي استضافت بطولات العالم في لعبة الشطرنج، وهذه البطولة تقام سنوياً، ويسمح للجميع بالمشاركة فيها، من المحترفين والهواة، ويسمح بأن يصل عدد اللاعبين في هذه البطولة إلى 500 لاعب، على أن يحدد اللاعب الفائز في المباراة النهائية. وبدأت تظهر في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكان أول ظهور لعبارة بطل العام في عام 1845، في المسابقة الأولى التي تم الاعتراف بأنها بطولة العالم، بين ويليام شتاينيتز ويوهانس، والتي فاز بها ويليام شتاينيتز كأول بطل للعالم.
وأثبت لاعب الشطرنج الروسي كاسباروف في مطلع الثمانيات الميلادية أن الإنسان قادر على هزيمة الكومبيوتر في لعبة الشطرنج، وهو العقد الذي حاول فيه علماء الحواسيب أن يثبتوا للعالم أنهم يمكنهم تمثيل الذكاء البشري عبر الحواسيب، غير أن الأمر لم يكن للإثبات حتى أتت الفرصة، حين بدأت الدعوة للمنافسة بين أذكى بشري وأذكى حاسوب في مواجهة معقدة. وهنا، لم يجدوا أصدق لعبة من الشطرنج لتمثيل هذا التحدي المعقد، ولم يجدوا أفضل من «كاسباروف» ليمثل جنس البشر في هذا التحدي. وقد انتصر كاسبروف في 32 مواجهة.
وقبل أن يعلن كاسباروف عن اعتزاله اللعب نهائياً، والتوجه إلى أعماله الخاصة التي تتعلق بالسياسة، عمد إلى تبني ماغنوس كارلسن، أحد الموهوبين في لعبة الشطرنج، وظل معلماً ومدرباً له، واستطاع التلميذ أن يكسر رقم معلمه في هذه اللعبة، ليحقق 2882 نقطة، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق في تاريخ الشطرنج، ولم يستطع أحد قبل تلميذ كاسباروف، ولا كاسباروف نفسه، الاقتراب من هذا الرقم. ومن الأبطال العالميين الـ 22 المتوجين في لقب البطولة في هذه اللعبة أدولف أندرسون، وألكسندر أريخن، وأناطولي كاريوف، وألكسندر خليفامان، وإيمانويل لاسكر، وماغنوس لاسكر، وماكس أيوي، وميخائيل بوتفنيك، وخوزيه كبا لانكا، وتيجران بتروسيان، ورستم كسيجمانوف، ورسلان بونوماجنيف، وفيسيلين توبامنوف، وفاسملي فيسملوف.
لعبة العظماء
-
-
- أما الشطرنج الحديث فلم
يظهر إلا في القرن السادس عشر وكانت اسبانيا وايطاليا في طليعة البلدان التي
اعتمدته وتبعتها كل من فرنسا وانجلترا، كان أول بطل عالمي في الشطرنج الفرنسي ( فيليدور).
-
.
تاريخ لعبة الشطرنج
للعبة الشطرنج تاريخٌ طويل يُرجِّح البعض أنه يصل إلى عهد الفراعنة.
فقد
اكتشف علماء الآثار خلال تنقيبهم في مقبرة “توت عنخ آمون” عام 1930م ما يُشبه
رقعة شطرنج صُفَّت عليها قطع اللعب. هذا الاكتشاف يعني أن الفراعنة هم أول من
عرفوا هذه اللعبة ومارسوها أيام الملك الفرعوني “رمسيس الثالث”.
بعض المؤرخين ينسبون هذه اللعبة إلى النبي سليمان، وآخرون يرون أن
أصلها الصين وتعود للحاكم الصيني “هان شنغ” عندما طال حصاره لمدينة “شن سي”، حيث
قام بابتكار هذه اللعبة لتسلية الجنود وكانت تُعرف باسم “تشوك تشو هنغ كي”، أي علم
الحرب باللغة الصينية.
أما كتب أخرى أشارت إلى أن اليونان هم أول من عرفوا هذه اللعبة
ونُسبت إلى الملك “يالاميدس”. وتُشير روايات أخرى أن العرب أخذوا هذه اللعبة عن
الهنود.
فالرواية الهندية تُشير إلى أن الوزير “سيسا” وكان يعمل عند الملك
“شرهام” كان قد ابتكر هذه اللعبة لتسلية الملك وشحذ تفكيره. ومن شدة إعجاب الملك
بهذه اللعبة طلب من وزيره أن يختار مكافأة بنفسه. فكان من ذكاء الوزير “سيسا” أنه
طلبة حبة أرز واحدة فقط تُوضع في المربع الأول وتتضاعف في المربعات التالية حتى
تنتهي مربعات الشطرنج الأربعة والستين.
وكانت الصاعقة أن طلب الوزير الذي ظنه الملك سخيفًا في البداية يعني
أنه سيحصل على 18,446,744,073,709,551,615 حبة في نهاية الرقعة! وهو أكثر من مخزون
الهند من الأرز!
رواية أخرى تدَّعي أن الفرس هم من ابتكروا هذه اللعبة، عندما قام أحد
الفلاسفة باختراع لعبة الشطرنج لملك لا يؤمن بالحظ في تحديد الأقدار. فاختار له
الفيلسوف لعبة الشطرنج التي تعتمد على التفكير الذهني العميق والتراكيب المنطقية
والاحتمالات المحسوبة.
وعلى اختلاف الروايات في أصل لعبة الشطرنج ومن أول من اخترعها، إلا
أنه هذه اللعبة ارتبطت في جميع الحضارات بالتفكير العميق والمنطق. وكان الكثير من
الملوك يجدون فيها وسيلة تخطيط حربية ممتازة.
إلا أن أغلب المؤرخين أجمعوا على أن بلاد فارس هي الأصل في اختراع
لعبة الشطرنج. وكانت حينها تُلعب على رقعة مقسمة لمربعات وتُستعمل فيها مجسمات
مختلفة بعضها يُشير إلى الجنود وأخرى للوزير والحصان والفيل.
لكن آلية ممارسة هذه اللعبة كان يختلف بين فترة وأخرى بما يتعلق بعدد
التنقلات التي يُسمح لكل قطعة بتحركها خلال الدور الواحد.
وبغض النظر عن طريقة ممارسة اللعبة في كل زمان. فقد أجمعت معظم الكتب التاريخية أن العرب أخذوا هذه اللعبة عن الفارسيين بعد فتح بلاد فارس خلال العصر الذهبي للإسلام. وكثرت الكُتب التي تم تأليفها في مواضيع الشطرنج لدى المسلمين مثل افتتاحيات الشطرنج، مسائل الشطرنج، مسألة الحصان والعديد من المواضيع المعروفة في كتب الشطرنج الحديثة، معظم هذه المخطوطات مفقودة لكن محتواها معروف نتيجة لأعمال كتاب آخرين نقلوا عنها.
وقد تتساءل عن سبب إسهابنا في ذكر تاريخ لعبة الشطرنج في المقال على
الرغم من أن سؤالنا الأساسي هو: لم تأخذ قطع الشطرنج أشكالًا رمزية وليس الشكل
الحقيقي لكل قطعة؟
بمعنى آخر،
لم لا تأخذ قطعة الجندي شكل جندي حقيقي، وقطعة الفيل شكل الفيل، وهكذا؟
الإجابة على هذا السؤال ستُصبح أكثر سهولة بعد معرفتك بتاريخ
الشطرنج. فكما تبيَّن في النهاية، العرب هم من نقلوا هذه اللعبة عن الفرس وبسببهم
انتشرت واشتهرت في جميع أنحاء العالم خلال الفتوحات الإسلامية التي طالت أقطار
الأرض جمعاء.
وحيث أن الإسلام حرَّم صناعة التماثيل على شكل البشر أو الحيوانات، فإن قطع الشطرنج أخذت هذا الشكل الرمزي. وحيث أن العرب عرفوا هذه اللعبة قبل معرفة الغرب بها، فقد أخذها الأوروبيون عن المسلمين بشكلها الرمزي وبقيت كما هي دون تغيير.
وعندما أصبحت هذه اللعبة عالمية والكل يعرف بها، بقيت محافظة على شكلها الذي اشتُهرت به على الرغم من اختلاف أشكال قطع اللعب بها حسب اختلاف الثقافات والحضارات. واليوم، أصبح الشكل المتعارف عليه هو شكلها الرمزي ولم يطرأ تغيير على القطع أو طريقة اللعب المتعارف عليها.
المراجع
أضف تعليق:
0 comments: